لماذا الدين ضرورة حتمية؟؟ لهوستن سميث

العلم يصف لنا الأشياء والكيفيات ولا يُجيب عن الغايات والمقاصد(سؤال لماذا) وأفضل من يجيب عن هذا السؤال هو الدين.
من هو د.هوستن سميث؟؟ هو عالم أديان، نشأ في الصين، وأهم ما ورثه عن والديه هو الإيمان، والكفاح لأجله.
خريطة الكتاب:
شبّه الكاتب الحداثة كنفق مظلم في نهايته نور، وهو الإيمان.
- أرضية النفق: المنهج العلمي، وهو المنهج الوحيد الموثوق فيه لدى المادية.
- الجدار الأيسر للنفق: التعليم العالي الذي يُكرس النظرة المادية للوجود، ويُضعف الاهتمام بإنسانية الإنسان، بل ويُحوله لآلة.
- سقف النفق: وسائل الإعلام بكل أنواعها.
- الجدار الأيمن: القوانين الوضعية بداية من فصل الكنيسة عن الدولة، وما نتج عنه من إفرازات على مرِّ السنين.
- الضوء في نهاية النفق هو: الإيمان.
وقد شبّه الكاتب النظرة العلمية المادية للعالم بهذه الصورة في الحكاية الآتية:
تصوّر نفسك في بيت شعبي من طابق واحد في شمال الهند، وأنت أمام شباك زينة يُطلّ على منظر مدهش لجبال الهمالايا؛ إنّ ما فعلته الحداثة، في الواقع، مُشابه تماما لكونك تقوم بإسدال ستارة أمام تلك النافذة حتى مقدار بوصتين فقط فوق عتبتها وأرضيّتها. عندما أُمِيلت أعيُننا نحو الأسفل أصبح كلّ ما يُمكننا أن نراه الآن من الفضاء الخارجي هو الأرض التي بُنيَ عليها البيت.
في تشبيهنا هذا تُمثّل الأرض العالم الماديّ، ولكي نُعطي الأمور حقّها عندما تستحق ذلك بجدارة، نقول: إنّ العلم قد أظهر لنا العالم رائعا جدا بشكل لا يُصدّق. ولكن مع ذلك فإنّ هذا العالم الذي يظهر لنا، ليس جبل ايفريست.
في موضع آخر ينقل حكاية عن دليل الحائر للكاتب “إي إف سكيوماخر” تحدث فيها عن تيهه وضلاله الطريق بينما كان يُشاهد معالم مدينة موسكو في العهد الستاليني. وبينما كان يبحث مرتبكا محتارا في خريطته، اقترب منه مرشد سياحي وأشار بأصبعه على الخريطة ليُبيّن له المكان الذي كانا يقفان فيه، فاعترض “سكيوماخر” قائلا:
– “ولكن أين تلك الكنائس الكبيرة التي نراها حولنا؟؟”
– أجابه المرشد السياحي بكل جفاف: “إنّها ليست مبيّنة على هذه الخريطة، نحن لا نُظهر مواضع الكنائس على خرائطنا.”
– “ولكن هذا غير صحيح، إنّ الكنيسة الموجودة هناك في زاوية الشارع، نجدها مُشارا إليها في الخريطة.” أصرّ “سكيوماخر” معترضا.
– أجابه المرشد السياحي: “أوه، هذه كانت كنيسة فيما سبق، أمّا الآن فهي متحف.”
ويُواصل “سكيوماخر” قائلا: حالتنا تشابه هذه القصة تماما. إنّ أغلب الأشياء التي اعتقد بها معظم البشرية، لا تظهر على خريطة الحقيقة التي حَصَلْتُ عليها من تعليمي في جامعة أكسفورد، أو لو ظهر شيء من تلك العقائد على الخريطة فإنّه يظهر كإشارات إلى متاحف، أي إلى أشياء اعتقد بها الجنس البشري في عهد طفولته (قبل أن ينضج)، ثمّ عندما بلغت البشرية سنّ الرشد، لم يَعُد الناس يؤمنون بها (صاروا ينظرون إليها كآثار الأسلاف كما ينظرون لآثار القدماء في المتاحف)” !!
إنّ الغرض من هذه الحكاية ومن الصورة التي سبقتها: أن نستحضر في أذهاننا حقيقة أن العلم “في عملية إمطارنا بالمنافع المادية والمعرفة الهائلة بالكون المادي الطبيعي “محا وأزال الأمور الفائقة على المادة، من خريطتنا للحقيقة”.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة