بــذور النجاح


يُعتبر تكوين الإنسان الناجح من بين المهامّ الأساسية للوالدين، ويزداد إدراكنا لعِظَمِ حجم هذه المهمة إذا علِمنا أنّ المتميّزين جدا بين الناس لا يُشكّلون أكثر من 5 %، هذا يعني أن لو أنّ المواهب والقدرات الفطرية التي زودّنا البارئ سبحانه وتعالى بها  نُمِّيَتْ بشكل جيّد، فإنّ نسبة الممتازين يمكن أن تتضاعف مرات كثيرة.
فالبيئة المحطّمة والأُسر الجاهلة تقتل الكثير من إمكانات الطفل، وتُحوّله من إنسان سويّ إلى إنسان شبه مُعوّق ذهنيا ونفسيا.
   من خلال سلسلة من المفاهيم التي تدخل في تكوين ثقافة الطفل؛ يمكنه أن يُحقّق الكثير من النجاح في حياته. ومن خلال مجموعة أخرى من المقولات يمكن أن يقع في كثير من الإخفاق والإحباط.
 ـــ من بين المفاهيم التي تساعد الطفل على النجاح نذكر:
       - تعزيز ثقة الطفل بنفسه:
ثقة الطفل بنفسه أو احترامه لنفسه يُعدّان من بين أهمّ المفاهيم في طريق النجاح، فلا يمكن أن نتصوّر النجاح مقترنا بمفاهيم مثل: إذلال النفس، الخوف الشديد، التردّد المرضي.. وغيرها من مظاهر فقدان الثقة بالنفس. فعلى الوالدين أن يَسعيا لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وتوسيع طموحاته، وأن يُساعدا الطفل على أن يحلم بتحقيق أنبل الغايات وأعلى المراتب، لا أن يقوما بعكس ذلك. ) لنا مقال مفصّل بإذن الله عن موضوع ثقة الطفل بنفسه فانتظرونا(
    - التعرّف على مدى ميول الطفل الحقيقة:
يكون ذلك من خلال الملاحظة الدقيقة لاهتمامات الطفل، وتأتي هذه الملاحظة بعد أن يوفَّر للطّفل بيئة غنية بما يثير انتباهه وفكره من الألعاب المفيدة والكتب والبرامج النافعة. وبمستوى أقلّ ربّما يمكن الاستعانة بدرجات الطفل في المدرسة وأيّ المواد أحبّ إليه لاكتشاف ميوله.
هناك قاعدة ذهبية في هذا الصدد تقول: 
ما من واحد فينا إلاّ لديه جانب إبداعي إذا رُعِيَ حقّ الرعاية أتى منه ما يفوق كلّ توقّع.
على الوالدين كذلك أن يستعدّا للتضحية المادية والمعنوية في سبيل تطوير طموحات ومواهب الطفل.
   - تنمية روح الإصرار على الاستمرار في بذل الجهد:
هذه السّمة تُعادل في كثير من الأحيان الذكاء الخارق المتوهّج الذي يتمتّع به بعض الموهوبين. بل إنّ ذوي العزيمة القوية، ولو كانوا من متوسّطي الذكاء، يُحقّقون من النجاح أكثر بكثير ممّا يُحققه الأذكياء المتصفون بالكسل والفوضى. إذا فعلى الوالدين أن يُعلّما أولادهما كيف:
يُبلورون أهدافهم، يبرمجون أوقاتهم، يستفيدون من الفرص الصغيرة، يستخدمون إمكاناتهم على النحو الصحيح...
  - تنمية الحسّ الاجتماعي للطفل:
علينا أن نعلّم الطفل أن يُحبّ لغيره ما يُحبّه لنفسه، ويُبغض لغيره ما يُبغضه لنفسه. فالنجاح لا ينبغي أن يبقى حبيس دائرة الفرد فقط بل عليه أن يتعدّاها إلى مستوى الجماعة.

)  أهمّ النقاط الواردة في هذا المقال مستوحاة من كتاب "هكذا تكون الأمهات" لمؤلّفه التربوي د.عبد الكريم بكار(





تعليقات

  1. بإمكان المربي أن يقول الكثير، ويلفت الإنتباه إلى الكثير ولكن المحك النهائي في الإستجابة له يعتمد على ماتنطق به شخصيته، أي الوضعية العامة التي عليها المربي، فالأطفال أذكى مما نظن وهم يلاحظون أشياء كثيرة نعتقد أنهم غافلون، ومن هنا كان تأثير الأستاذ في الطالب أعظم من تأثير الوالد، لأنه يرى أستاذه في أحسن أحواله - وهذا من أسباب الإرهاق في مهنة التدريس - على حين أنه يرى أباه في الجميع أحواله.
    إنّ السؤال الصعب هو : هل بإمكان الكبار أن يربوا الصغار على قيم ومُثل أفضل من تلك التي تتجسد في سلوكهم وتتحكم في حياتهم ؟ ... قرأت في كتاب عبد الكريم بكار (حول التربية والتعليم)

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة